أهمية اللعب في رياض الأطفال:

أهمية اللعب في رياض الأطفال:
الأهمية العلاجية: إن اللعب عبارة عن ارتياح نفسي وإخراج للمشاكل التي يواجهها الطفل تجاه الكبار ويخرج هذا غالباً من خلال اللعب التمثيلي.
أهمية اللعب في مجال الإبداع:
كثيراً ما يلعب الطفل لعباً إيهامياً ويبتدع الحوار ومرافق يحدد بها البطل والكومبارس.
أهمية اللعب في النمو الحركي:
اللعب يتيح الفرصة لاستعمال القدرات المتجددة في جسم الطفل منذ الولادة وحتى النضج.
أهمية اللعب من النواحي الاجتماعية:
اللعب يساعد في النضج الاجتماعي واتزان الانفعالات ويعلم المشاركة والعطاء والقيادة والاتصال والحرية.
وحيث أن للعب أهمية كبيرة في نمو النشاط العقلي ونمو الوظائف العقلية لذلك يجب :
- توفير الوقت المناسب للطفل لكي يكتشف وإعطاء حرية التجربة.
- إتاحة المثيرات الملائمة للنمو العقلي وتنمية الدوافع.
- الاهتمام بالإجابة على تساؤلات الطفل.
- الاستفادة من هوايات الطفل ومواهبه.
- الاهتمام بالقصص والألعاب التربوية التي تناسب تطوره.
- توفير الفرص المناسبة لتنمية الابتكار من خلال اللعب بأنواعه المختلفة .
و الطفل يلعب فيتعلم مهارات جديدة ويفرح عند إنجازها ويصل إلى هدفه بدون مساعدة ، حيث يساعده اللعب على نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل والكلام والانفعالات والإرادة.
نظراً لأهمية الألعاب التربوية فقد أولاها التربويون اهتماماً كبيراً وأصبحت عنصراً ومكوناً أساسياً من مكونات الطرق التي تستخدم في تنمية مهارات الاستعداد القراءة- مهارات التفسير- مهارات التنظيم- مهارات التفكير في الحل- مهارات اتخاذ القرارات- مهارات التنبؤ ببعض القواعد والقوانين اللازمة لحل المسألة- مهارات التقييم وغيرها.
اللعب يجسد المجردات:
فهو يقرب المجردات إلى ذهن المتعلم ويربطها بالحياة الواقعية التي يعيش فيها ، الأمر الذي يجعله يعي القيمة الحقيقية للعب والفائدة العملية من استخدامه ، وعن طريق ممارسة اللعب يكتسب الطفل الكثير من الخبرات ويتعرف إلى بيئته بشكل عفوي مدفوعاً بميوله وحاجاته مستخدماً حواسه في التعلم.
إن أسلوب اللعب ينسجم في مفهومه ومنطلقاته مع التربية المستمرة في المبادئ والأسس التالية استمرارية التعلم – التعلم الذاتي- ربط التعلم بالحياة- الأبنية المدرسية- وسائل وتكنولوجيا التعليم).
واللعب يستثير الدافعية للتعلم بحيث يجعل المتعلمين يندفعون بقوة نحو التحصيل والتعلم وتكون لديهم اتجاهات ايجابية نحو الموضوعات الدراسية المتعلمة، وفى حالة استخدام أسلوب اللعب فإنه يمكن استثارة دافعية المتعلم من خلال :
• التقييم المستمر :تعد الألعاب أداة تقييم لسلوك المتعلم يمكن استخدامها في تعديل السلوك وتطويره بسهولة ويسر.
• كسب اللعبة: عندما يكسب المتعلم لعبة ما من خلال اكتشافه لإستراتيجية الفوز فيها، فإنه يحصل على تغذية راجعه لكسب المزيد من الألعاب.
• التحدي: الألعاب الجيدة هي التي تجعل المتعلم في حالة تحد باستمرار وتجعله يذهب إلى حد ما بعد المعلومات التي يكتسبها من تنفيذ تلك الألعاب أو التي يمكن أن يكتشفها بعد الانتهاء من ممارستها.
• المنافسة الإيجابية: تولد لدى المتعلم رغبة جامحة للتفكير بعناية ودقة فى مكونات اللعبة وعناصرها، مما يساعد على تحسين اتجاهات اللاعب نحو المادة المتعلمة وإثارة الدافعية لديه.
• التعزيز الفوري: بحيث يقوم المعلمون بتوجيه تحركات المتعلمين نحو الهدف المنشود معززين كل تحرك إيجابي يستطيع فيه المتعلم اكتشاف قاعدة أو قانون م مما يدفع المتعلم نحو مواصلة السير في تنفيذ اللعبة بنشاط واهتما متزايدين.
واللعب يعمل على نقل أثر التعلم ويؤثر التعلم في موقف أو في شكل من أشكال النشاط في قدرة المتعلم على التصرف فى مواقف أخرى أو في قدرته على القيام بأنواع نشاط آخر .وعليه فإن أسلوب التعلم باللعب له دور مهم في نقل ما يتعلمه الطفل في موقف ما إلى مواقف أخرى مشابهة.إلا أن فعالية أسلوب التعلم باللعب في نقل أثر التعلم إلى مواقف تعليمية جديدة يتوقف على:
( إتقان قواعد اللعبة- العلاقة بين الحركات- التماثل في الاستراتيجيات – الرغبة في اللعب-التنوع في اللعب ).
ويعتبر اللعب منطلقاً نحو بناء مفهوم حديث للمناهج نظرا إلى ما توفره الألعاب من خصائص ومميزات تستثير دافعية المتعلم وتحثه على التفاعل النشط مع مادة التعلم في جو مرح وقريب من واقعه ومدركاته الحسية،فإنه يجدر النظر بعين الرعاية إلى أهمية بناء المناهج والبرامج قائمة على اللعب .
نظرية فالون في ارتقاء اللعب
حدد فالون ارتقاء اللعب عند الأطفال في إطار المراحل العامة التالية:
- الألعاب الوظيفية: تكون في شكل حركات بسيطة جداً مثل ثنى ومد الذراعين وتحريك الأصابع ولمس الأشياء وأرجحتها لتحدث شخللة.
- الألعاب التخيلية: وهو نمط اللعب بالدمية كأنها شخص وركوب العصا كأنها حصان.
- الألعاب الاكتسابية: الطفل في هذه المرحلة يكون كله أذان وعيون فهو فى لعبة ينظر ويصغى ويبذل الجهد للتصور والفهم فكل الكائنات والمشاهد والصور والحكايات والأغاني يبدو أنها تخلب لبه.
- الألعاب الصنعية: في هذا النمط من الألعاب يروق للطفل التأليف بين الأشياء وتبديلها وتحويرها ليخلق منها أشكالاً جديدة، والعاب الصنعية لا تقضى على العاب التخيل وألعاب الاكتساب،بل عادة ما يكون لهما دور فيها.
ارتقاء اللعب عند بياجيه:
يعتبر بياجيه أول من نظر إلى اللعب نظره ارتقائية وهو يربط بين سيكولوجية اللعب وبين نظريته في ارتقاء الذكاء والتفكير ويستخدم بياجيه مصطلحي التمثل والتكيف لتفسير نظريته في اللعب فيقول( إن التوازن الذكي ينتج عن عمليتي التمثل والتكيف فإذا سيطرت عملية التكيف على التمثل فإن النتيجة تكون محاكاة ، وإذا ساد التمثل على التكيف فإن هذا هو اللعب).
فاللعب إذا عبارة عن تمثل خالص يغير المعلومات القادمة لكي تلائم مستلزمات الشخص، وكل من اللعب والمحاكاة لهما دور تكاملي في ارتقاء الذكاء وبالتالي فهما يمران بنفس المراحل التي يمر بها الذكاء.
أنواع اللعب:
• اللعب الحر :أن نترك الحرية للطفل ليلعب على هواه دون تدخل من الراشدين، وقد يكون اللعب في الهواء الطلق أو من مكان مغلق.ويستخدم هذا النوع من اللعب في الخطوة الأولى في العملية التعلمية.
• اللعب الموجه: الراشد يختار المكان والأدوات وموضوع اللعب ، والهدف من اللعب الموجه تعليم الطفل مفاهيم ومهارات ومعارف معينة.
• اللعب الاستكشافي: نلاحظ أن الطفل في عمر ستة أشهر يتم استكشافه للعبه أول مرة عبر المتابعة بالعين ثم بيده ثم بفمه ثم يقلب اللعبه في أكثر من اتجاه ثم يضربها ليسمع صوتها.
• اللعب الإيهامي: يتيح للطفل التحرر من الواقع الملئ بالالتزامات والقيود والأوامر والنواهي وعليه يحدد الطفل الأحداث التي يرغب أن يعيش بها وقد يروى الطفل أحداثاً لم تحصل فتخاف الأم على الطفل وتتهمه بالكذب بينما الحقيقة أنه يلعب.
• اللعب التقليدي: هو نوع من اللعب يقوم على المحاكاة والتقليد كان يقوم بتقليد الكبار ويمثل أدوارهم ، أن تمثيل الأدوار يعلم الطفل قواعد هامه فى حياته.
• اللعب الاجتماعي: يبادر الطفل حديث الولادة باللعب الاجتماعي عند تودد الآخرين إليه وبعد ذلك تمر المراحل الطبيعية ويتقرب إلى الأشخاص شيئاً فشيئاً ويبدأ في المشاركة ، ولهذا اللعب أهمية تثير الطفل وأهمها :
- العلاقات الاجتماعية.
- بناء الشخصية.
- بناء العلاقات والصداقات.
- انتظار الحوار.
- المشاركة الاجتماعية في تبادل الأدوار.
- احترام القوانين.
كما أن هناك أنواع عدة من اللعب يمكن تصنيفها كما يلي:
* من حيث عدد المشتركين: فهم إما لعب انفرادي أو لعب جماعي.
* ومن حيث التنظيم والإشراف: فهو إما لعب حر غير منظم وإما لعب منظم.
* ومن حيث نوع اللعب وطبيعته: فهو عدة أنواع منها :اللعب النشيط- اللعب الهادئ-اللعب الذي يساعد على تنسيق الحركات ونمو العضلات-واللعب الذي تغلب عليه الصبغة العقلية.
وقد يكون اللعب أحد الأنواع السابقة أو مركباً من نوعين أو أكثر.
لذا يجب أن نوفر البيئة المناسبة للطفل ونشجعه على اللعب ويفترض أن نشارك الطفل في اللعب وأن نكون مبادرين بالتشجيع والتفاعل لكي يتوصل الطفل إلى مرحلة شعر بأنه لا يحتاج لمساعدة الكبار.
أهداف اللعب:
اعتبر الناس ومنذ القدم اللعب مظهراً من مظاهر الطفولة، وجزءاً لا يتجزأ منها،وأنه لا يعدو أن يكون وسيلة لإفراغ الطاقة الزائدة التي يتمتع بها الأطفال،إلا أن الدراسات التي تمت فى القرن الحالي أعطت اللعب معنى أعمق ، يجدر بمعلمات رياض الأطفال معرفته والإطلاع عليه.
إن اللعب فى نظر(ايزاكس) له أهدافاً ثلاثة:
- إن اللعب يقود إلى التفكير والاكتشاف.
- إن اللعب هو الجسر الذي نعبر عنه في إقامتنا للعلاقات الاجتماعية.
- إن اللعب يؤدى بنا إلى التوازن العاطفي.
أما (هارتلى وفرانك وغولد) فيذكرون أن له أهدافاً ثمانية وردت فى كتابهم (فهم اللعب عند الأطفال) وهى:
- تقليد الكبار.
- ممارسة أدوار سيواجهها الأطفال.
- إبراز تجارب مكتسبة.
- التعبير عن حاجات ملحة.التخلص من نوازع غير مقبولة.
- التخلص من نوازع غير مقبولة.
- القيام بتمثيل أدوار معكوسة.
- معرفة مدى النضج ودرجة النمو.
- إيجاد حلول لبعض المشكلات.
فوائد اللعب:
- يعلم الطفل أشياء جديدة عن نفسه وعن العالم المحيط به.
- يمكن الكبار من الوقوف على حاجاتهم ومشكلات الاطفال ويساعدهم على تقديم المساعدة اللازمة لهم.
- يجذب انتباه الطفل ويشوقه إلى التعلم.
- يعطى الطفل فرصة لأستخدام حواسه وعقله وزيادة قدرته على الفهم.
- اللعب الجماعى يساعد على تقويم لخلق الطفل .
- اللعب يوفر للطفل فرصة التنوع والتغيير .
ويعتقد بياجيه ان الأطفال عندما يلعبون إنما يعيدون ترتيب الصورة للبيئة التى يعيشون فيها بصورة أقرب إلى افهامهم كما يقول بأن اللعب هو عبارة عن عملية تكيف مع البيئة وان المعلومات والخبرات التى يكتسبونها جراء ذلك يضيفونها إلى تلك التى عندهم.
العوامل المؤثرة فى اللعب:
لا يعد اللعب نشاطاً يجرى بصورة تلقائية دون محددات بل يتأثر بعدد من العوامل مجتمعة أو منفردة تجعل منه نشاطأ متبايناً ومختلفاً ومتفاوتاً بالنسبة للأطفال أولاً وبالنسبة لبيئاتهم الخاصة والعامة ثانياً وقد يعزى هذا التبيان فى لعب الأطفال إلى واحدة أو أكثر من العوامل الآتية:
• العوامل الوراثية: وتنقسم إلى 1- الحالة الجسمية والصحية والتغذية .2-الجنس أو النوع.
• العوامل البيئية
• العوامل الاجتماعية والثقافية
موقف الكبار من لعب الصغار :حيث يتحدد لعب الأطفال باتجاهات الوالدين ومواقفهما والممارسات التى يقومون بها نحو لعب الأطفال وإدراكهم لأهمية اللعب فى حياة أطفالهم ولا شك فى أن الاتجاهات الوالدية تؤثر فى لعب الأطفال سلباً أو إيجاباً.
النظريات المفسرة للعب:
يعتبر فريدريك فروبل أول من أطلق تسمية مؤسسات تربية طفل ما قبل المدرسة "رياض الأطفالKindergarten ،وميز فروبل بين اللعب والعمل.وأشار إلى أن اللعب هو ما ينغمس فيه الطفل من مهام يتخذ هو فيها زمام المبادرة.بينما العمل هو ما يفعله حين ينجز مهمة يطلبها منه الكبار،وان اللعب وسيلة يحافظ بها الطفل على كل خبراته.وانه أكثر أنشطة الطفل فائدة في تربية الجسم وتدريب الحواس واكتساب خبرات عقلية ومهارات حركية وقيم خلقية.
وأكدت منتسورى Montessori على الدافعية الذاتية والتوجيه الذاتي والمبادرة ،واستندت إلى ما يعرف بالتعليم الذي يعتمد على تصحيح الطفل لأخطائه كلما وقع فى خطأ.
واتفقت آراء منتسورى وآراء شيلا جوسى(Jowsey,1992) في انه يجب أن تمكن أنشطة اللعب الأطفال من التعلم عن أنفسهم وعن علاقاتهم بالآخرين وبالبيئة المحيطة. فاللعب من وجهة نظرها يمثل البيئة الطبيعية لنمو وتطور المهارات المختلفة ولتعلم التفاعل مع الآخرين وقدمت تصورها لدورة التعلم المتدرجة نمائياً على النحو الآتي:
• تحرك لكي تتعلم Move to learn.
• تعلم لكي تتحرك Learn to move.
• تعلم لمزيد من التعلم Learn to Learn
وأكد فيجوتسكى Vygotsky وكولبرج Kohlberg على أن اللعب من أهم المجالات التي ينمى فيها الطفل المبادأة والمبادرة . وهو سياق يمكن من خلاله تشجيع إمكانات النمو. واعتبر فيجوتسكى اللعب المجال الذي يمكن الطفل من التمييز ين ما هو جسمي وما هو عقلي بفعل اللعب التخيلي. حيث يكون اللعب بمثابة الانطلاق إلى مملكة الحرية.
وأشارت تينا بروس (1992) إلى أن الأطفال يلزمهم الخبرات المباشرة الفعلية .كما يلزمهم بيئة ثابتة مستقرة ومتسقة تتيح فرصاً متنوعة لإثراء عالم الطفل،كما يحتاج الأطفال إلى بيئة مساندة يتم فيها تشجيع اللعب الخيالي كما تتيح لهم فرص التأمل والتفكير.
فقد اعتبر هيربرت سبنسر أن وظيفة اللعب هي تفريغ الطاقة الزائدة عن حاجة الجسم والنفس (نظرية الطاقة الزائدة Surplus energy theory ) فإذا توافرت لدى الفرد طاقة تزيد عما يحتاج منها للعمل ،فإنه سيستعملها في ممارسة سلوك العب.
وقدم الفيلسوف الألماني لازاروس نظريته في الاستجمام والراحة والتي تشير إلى أن وظيفة اللعب هي راحة العضلات والأعصاب من عناء العمل ومن التعب. وأن الطفل يستخدم في ألعابه طاقة عضلية وعصبية غير الطاقات التي أرهقها في العمل .وبذلك يتيح اللعب فرصة الراحة للمراكز المرهقة.
ويرى كارل جروس في نظريته الإعداد للحياة المستقبلية أو التدريب على المهارات Practice theory أن اللعب يقوى غرائز مطلوبة للحياة المستقبلية. وان اللعب يرتبط بشكل وثيق بالمحاكاة .
وأكد برونر على ما نادي به بياجيه.مشيراً إلى أن اللعب يمثل العمل الجاد الذي يقوم به الفرد لتحقيق نمو متكامل ومتوازن.
وافترضت كلاين أن لعب الأطفال يعد بمثابة البديل لتكنيك التداعي الحر Free association القاعدة الأساسية في تحليل الكبار.