أهمية مناهج رياض الأطفال وإتجاهاتها المعاصرة

أهمية مناهج رياض الأطفال وإتجاهاتها المعاصرة
تشتق مناهج رياض الأطفال أهميتها من أهمية المرحلة العمرية من 4-6 سنوات في ذاتها وما يمكن أن تحققه من فوائد أو يترتب عليها من أثار في تشكيل الشخصية الإنسانية. منهج رياض الأطفال الجيد هو الذي يستند على حاجات نمو الأطفال ، وهذا المنهج يتكون من مجموعة كبيرة من المفاهيم والخبرات والمواد التعليمية المصممة لتحقيق متطلبات نمو الطفل.وقبل التخطيط للمنهج ينبغي تحديد أهدافه وفلسفته بدقه ، وتحديد محتوياته , والطرق الخاصة لتطبيقه. ويُعد التقويم جزء أساسياً في المنهج، فهو الذي يمدنا بالمعلومات عما تعلمه وإكتسبه الأطفال بالفعل، وما يستطيعون القيام به من أعمال .
ذلك أن المنهج هو الترجمة الواقعية لأهداف وفلسفة التربية ورسالتها في خدمة الفرد والمجتمع وتمتعه بحقوقه فى التربية والتعليم والتعلم النشط الفعال . ومهما يكن لرياض الأطفال من وظائف تستهدف تمتع الأطفال بحققوهم فى الحياة الآمنة الداعمة القائمة على أسس سليمة للتربية، فإن هذه الوظائف لا تتحقق إلا بمقدار ما تسمح به مناهجها ، وبمقدار ما أودع في هذه المناهج من طاقات وإمكانيات تعين على بلوغ المرامي والغايات ، أن التربية عملية أخذ وعطاء ، والمناهج هي العطاء الذي تقدمه للطفل في هذه المرحلة ، ومردودها هو الثمرة التي يجتنبها الفرد والمجتمع . وتشتق مناهج الرياض أهميتها من مصادر متعددة ، يرتبط بعضها بالظروف التاريخية والاجتماعية التي أدت إلى قيام الرياض كمؤسسة تربوية ، ويرتبط البعض الآخر بنظرتنا إلى مراحل الطفولة من حيث أهميتها وأثارها في حياة الطفل والمجتمع ، كما يرتبط بعضها كذلك بما يقدمه البحث العلمي حول وظائف الرياض ونظم العمل بها وآثارها .
وترجع أهمية الرياض وما تقدمه من مناهج إلى أنها تتعامل مع الأطفال في مرحلة غضه من مراحل حياتهم ، فهي مرحلة النمو الشامل السريع ، ففي هذه المرحلة ينمو جسم الطفل نمواً سريعاً ويتأثر بالعوامل البيئية من تغذية ورياضه ونوم وإرهاق إلى حد كبير ، يفوق ما يحدث في أية مرحلة من مراحل حياته القادمة ، كما تعد هذه المرحلة من مرحلة النمو العقلي السريع ، ففيها تتفتح القوى العقلية للأطفال ، ويتخلى دافع حب الاستطلاع لديهم بصورة ملحوظة فهم يحاولون الاقتراب من كل شئ ، ومعالجة كل شئ ، وتعتبر حواسهم النوافذ التي يطلقون منها على البيئة لكي يتعرفوها ويحسنوا التعامل معها والتكيف معها ومن هنا كانت أهمية العناية بتربية الإدراك الحسي للأطفال في هذه المرحلة .
وهذا الإدراك الحسي هو وسيلة الطفل في اكتساب مفاهيمه حول بيئته وتكوين صورة واضحة عنها تكون أساساً لنشاطه وتفاعله الدائم معها . وما أن تتكون لدى الأطفال بوادر هذه الصورة عن بيئتهم حتى يزداد شغفهم بها وتجاربهم فيها وأسئلتهم حولها ، ويطلق رجال التربية على هذه المرحلة مرحلة التوقد الذهني ، ويعتقدون أن هذا التوقد يبلغ مداه في هذا السن المبكر ، كما يرون أن رعاية هذا التوقد الفكري يتوقف على ما نعده للأطفال من بيئة تتصف بالثراء وتعمل على توجيه القوة العقلية للطفل في بداية سنوات حياته .
ولا يقف الأمر عند مجرد تكوين المفاهيم المناسبة عن البيئة ، ولاعند مجرد اكتساب بعض مهارات النشاط فيها والتعامل معها ، بل يتعدى ذلك إلى تكوين بعض الميول والاتجاهات التي يمتصها الطفل من بيئته . ويلعب مجتمع الطفل دوراً أساسيا في تكوين اهتماماته واتجاهاته ، وترجع أهمية هذه الميول والاتجاهات إلى أنها تشكل جانباً كبيراً من دوافع الطفل ، وتحدد صورة سلوكه وعلاقاته الحاضرة والمستقبلة مع الأشياء ، ويرى كثيراً من رجال التربية أن الاتجاهات التي يكتسبها الطفل في سنوات حياته الأولى تكون عميقة الآثار، كأنما تضرب جذورها في أعماق نفسه ، ذلك أنه يمتصها من مصادر بالغة العلم والقوة في تصورها ، وهو في الوقت ذاته غير قادر على مناقشتها ، فهو يتقبلها تقبلاً أعمى ويتمسك بها تمسكاً شديداً ، مما يجعل تعديلها بعد ذلك عسيراً .
وهكذا تتضح لنا أهمية الرعاية والعناية بالأطفال في هذا السن المبكر ، فإذا أدركنا أن هذه العناية والرعاية لم تعد من الأمور التي يجوز فيها الارتجال والتخبط والاكتفاء بتقليد الآخرين أو محاكاة ما فعله الآباء والسابقون ، وان الرعاية التربوية للأطفال وبخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية ، أصبحت علماً يعتمد علي الفلسفة التربوية الرصينة والملاحظة الوافية الدقيقة والتجربة الحاسمة ، تبين لنا أهمية أعداد المناهج المناسبة لرياض الأطفال ، كي تكون عوناً لنا على تحقيق ما نبتغيه .
وتحقيقاً لهذه الغايات فإن المناهج بمفهومها الواسع تتضمن الفلسفة والأهداف والخطة والمحتوى والطرق والوسائل التعليمية والنشاطات والعلاقات وأساليب التقويم ، بل أن هذا المفهوم يتسع لأكثر من ذلك ليتضمن المعلمة والروضة والقيادة الفعالة ، والعلاقة بالمجتمع وجميع ما يؤثر في العملية التعليمية ويساعد على الارتفاع بمستواها وبلوغها المرامي المنشودة .

» أهمية اللعب في رياض الأطفال:
» منهــج رياض الأطفال القائم على معايير الجودة
» المعايير القومية لرياض الأطفال
» رؤية ورسالة الإدارة العامة لرياض الأطفال